مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك
و تدخل منتدى ملتقى ابناء الدويم معنا. إن لم يكن لديك حساب
بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتدى الدويم
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك
و تدخل منتدى ملتقى ابناء الدويم معنا. إن لم يكن لديك حساب
بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتدى الدويم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى اجتماعي ثقافي
الدخول
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى لمنتدى الدويم يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا ، أما إذا كنت أحد أعضاءنا الكرام فتفضل بتسجيل الدخول بالضغط هنا . لو رغبت بقراءة المواضيع و لإطلاع فقط فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
موضوع: قراءة في إعجاز القرآن(منقول) الخميس أغسطس 05, 2010 5:40 pm
قراءة في إعجاز القرآن
المقدمة
هدف هذه القراءة
تهدف هذه القراءة إلى إعادة بناء الفكر الإسلامي في موضوع خطير جدا ، هو موضوع إعجاز القرآن ، ذلك أن الإعجاز يتعرض الآن لقراءات جديدة ؛ بحجة تطور المعرفة ؛ وتطور العلم من جهة أخرى ، وبدعوى عدم توقف المعرفة عند الماضين من جهة ثانية ، ويستشهد دعاة عدم التوقف عند الماضين بالآيات المنددة بالتوقف عند ما ورثوه عن الآباء ، وهذه هي الآيات : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ ) (البقرة:170) وقوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ }(المائدة:104) وقوله : { قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ } (يونس:78) ) وقال تعالى : { قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ } (الأنبياء:53) وقوله { قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } (الشعراء:74) وقال أيضا { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ } (لقمان:21) ومثلها قوله تعالى : { بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ } (الزخرف:22) وفي آية قال : { وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ } (الزخرف:23) .
ويعلم القارئ للقرآن وجود آيات متعددة في هذا الموضوع غير هذه الآيات ، والغريب كل الغرابة أنـهم في حالة إصرار على التمحور حول موروث الفرقة والمذهب ، في كثير من قضايا الفكر الإسلامي ، ومواضيع الإيمان ، وكيفية أخذ الأحكام ، ولـهذا يمتنعون وبرفض فيه من الشدة والحدة والنظر بازدراء لمن يدعو لإعادة النظر في قضية خلق القرآن مثلا ؛ فيرفضون إعادة النظر بالقول الموروث [ بأن القرآن غير مخلوق ] مع أنَّ قبول البحث بأنَّ القرآن معجزٌ دليلٌ واضحٌ بيِّنٌ على كون القرآن مخلوقا ، فكل معجزة له تعالى مخلوقة ، وكونه غير مخلوق ليس منطوقا به من الوحي ، وليس مفهوما من دلالات أخرى غير دلالة المنطوق ، بل هو مجرد مضاهاة لقول اليهود والنصارى في قدم الكلمة ، فإن هؤلاء دعاة التجديد والإبداع والحداثة يقيمون الدنيا ولا يقعدونـها ، على فتح مثل هذه المواضيع ، فلماذا تباينت مواقفهم ؟ فهم مع جديد القول وليسوا مع إعادة النظر في مثل هذه المواضيع ؟ ووقفوا لاهثين عند تقليد من لا يجوز تقليده ! من منظومة الأئمة المعروفين .
من الضروري التفريق بين المعرفة النامية باستمرار ـ وهذا النمو مطلوب وضروري ، وهو شرط من شروط تقدم المعرفة ـ وبين القطيعة المعرفية الملغية للماضي المعرفي ؛ وبناء مدلولات تأسيسية جديدة للمعرفة ـ وهذه تصلح جزئيا لبعض نظريات العلم ـ ولكنها لا تصلح للمعرفة في قضايا الأنسنة ، أو مجموعة القيم ، أو المدركات المبنية على عالم الشهادة ، أي [مواضيع الإيمان الأساسية والضرورية] ولا يجوز أي محاولة للتجديد المعرفي تمحلا وبـهتانا ومنكرا وزورا ، { وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً } ولا يصح التوقف المعرفي عند الماضي ، أو التحريف للمعرفة باسم هيمنة الكهنوت .
اعتماداً على ما سبق ، فإنَّ المطلوب هو نمو المعرفة ؛ وليس غير ذلك ؛ أي بقاء خيط متصل بين الماضي والحاضر ، وغير ذلك هو ضياع الهوية ؛ وعدم الإمساك بشرط التقدم .
يجمع الباحثون على أنَّ جميع الدراسات الموجودة في التراث عند المسلمين ؛ بدأت مقترنة بالقرآن الكريم ، واقتصرت هذه الدراسات بادئ الأمر على اللسان العربي ، إذ تنـزل به القرآن الكريم ، وهو كتاب غير حياة العرب تغييرا أساسيا شاملا ، فانتقل العرب من دور القيم الفردية والحياة القبلية إلى حياة الرحمة والهداية للبشرية جمعاء ؛ تصديقا لقوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) (الأنبياء:107) .
أثارَ القرآنُ الكريمُ حركةً فكريةً كبيرةً في سائر أنواع المعرفة ؛ فلم تقتصرْ على نص القرآن وما يتصل به ، بل شملت علوم اللغة في مدلولـها الواسع ، وكانوا بحق مبدعين بـهـا ، فأبدعوا الـمعاجم كمعجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي ، وقد أبدع الخليل بن أحمد نفسه كما هو مشهور علم العروض ؛ لمعرفة الشعر فكان فتحا أي فتح ، وجاء تلميذه سيبويه ليؤلف الكتاب في قواعد اللسان العربي ، وسار السابقون مسيرتـهم المعرفية عقدا أثر عقد ، شملت الكثير من حقول المعرفة المتعلقة بالإسلام : كعلم التوحيد ، منتجين منهجا خاصاً بعلم التوحيد ، هو علم الكلام والتفسير ، وأصول الفقه ، وعلم مصطلح الحديث ، وعلوم اللسان العربي ، بحيث وصفت علوم اللسان بأنـها مفتاح العلوم ، أو المتعلقة بالحياة ، كالتاريخ سيراً ومغازي ، والجغرافيا ، والفلك ، وعلوم الحيوان ، والطب ، وعلم الطبيعة ، والكيمياء ، والنبات ، والهندسة ، والرياضيات ، فلم يبق حقل من حقول المعرفة إلاَّ ولهم باع فيه .
ظلَّ القرآن الكريم نبعا لا ينضب لحركة فكرية مباركة ، يتقدم الفكر سنة بعد سنة ، ويمسك المسلمون معرفيا بشروط التقدم ـ رغم تركيز الملك الجبري العضوض ـ منذ تولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة ، بالقيام على الإمام الحق ، بالسفهاء من العرب ، الذين لم يتمكن الإسلام في نفوسهم تمكنا قويا ، ومع تباشير القرن الخامس الهجري حدث متغيران الأول : سيطرة السلاجقة الترك ( أي العجم ) الداخلين في الإسلام حديثا على الدولة ، ففي هذه السيطرة تم فصل الطاقة العربية ـ وهي طاقة اجتهاد وأداء ـ عن الطاقة الإسلامية وهي طاقة معاني ( طاقة العربية هي اللسان بما فيه من قدرة على تأدية معاني الإسلام ) والمتغير الثاني : هو صدور الوثيقة القادرية سنة 408هـ ، وهي وثيقة منعت الاجتهاد في الفكر ( أي في قضايا الإيمان وقضايا المعرفة العلمية والإنسانية ) وظهرت الدعوة للتقليد المذهبي ، وقام السلاجقة أهل القوة العسكرية بقتل مفكري المعتـزلة بالدرجة الأولى وساندهم العلماء الـمتنفذون من أهل الفتوى جماعة الأشاعرة وأهل الحديث بالتصفية الجسدية للعامة لكل من هو من أهل التوحيد والعدل ( المعتـزلة ) تلك هي الحقائق التي قلبت وضع المعرفة رأسا على عقب .