مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك
و تدخل منتدى ملتقى ابناء الدويم معنا. إن لم يكن لديك حساب
بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتدى الدويم
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك
و تدخل منتدى ملتقى ابناء الدويم معنا. إن لم يكن لديك حساب
بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتدى الدويم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى اجتماعي ثقافي
الدخول
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى لمنتدى الدويم يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا ، أما إذا كنت أحد أعضاءنا الكرام فتفضل بتسجيل الدخول بالضغط هنا . لو رغبت بقراءة المواضيع و لإطلاع فقط فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
موضوع: «حمى الذهب» بنهر النيل.. قصص وحكاوي السبت فبراير 06, 2010 6:25 pm
منقول : صحيفه الرائ العام نهر النيل: حسام الدين ميرغني
في العام 1997، وفي خور بمنطقة «الردَّي» الفاصلة بين قرى شمال الباوقة والرباطاب، وبينما «معلمتين» تعملان في مدرسة القرية تعبران الخور عصراً.. إذ لمحتا أحد تلاميذهن في «بطن» الخور يقوم بإحداث حفرة عميقة وكان الخور حديث سيل.. أقتربتا منه لزجره فرأتا شيئاً يلمع.. أشبه بالذهب.. وهو السبب الوجيه الذي لم يجعل التلميذ يرهب معلمتيه.. أخذن قطعة من ما جرف السيل ولما فحصنها وجدنها «دهب عديل».. --------------------------------------------------------------------- كل عصر أصبحن يأتين للبحث.. عكس اتجاه السيل حتى وصلن إلى أودية «السنقير» والحجاجية».. ولا بد ان ينتشر الخبر فصار أمر الذهب جهراً واستمر التنقيب اليدوي بعد ان أتى إلى الوادي الساكن خلق كثير.. إلى أن قامت إحدى الشركات بأخذ الأمتياز للتنقيب في المنطقة وتم قفلها.. «1» نحسن محمد الأمين «64» عاماً.. يعتبر أكبر المنقبين في خلاء أبو حمد سناً.. ومنطقته قريبة من «الحجاجية» و«السنقير» غرب النيل حيث اكتشف الذهب لأول مرة هناك بواسطة المعلمتين.. الآن هو عبر النهر شرقاً لقبقبة والمعقل، ورغماً عن عامل السن إلا أن تمتعه بصحة وفيرة يجعله ينافس الشباب في البقاء في الارض البلقع الصحراء.. مكث شهرين دون أن يرى سوى الصى وتلاصيف رمال الذهب. يقول حسن الأمين لـ «الرأي العام»: أغتربت «01» أعوام في ليبيا.. ولي أرض أزرعها في قريتي.. لكن ما وجدته من الذهب جعلني أكرس له جهودي لسعة ما نلقى فيه من أرزاق.. نعم «الخلا حار» لكن الفقر أحرَّ.. وزاد.. بدأت رحلتي من «العبيدية» بشراء «زاد الخلا» من دقيق وعدس وزيت.. أمتلأت براميلنا بالماء وآمالنا بالثراء.. بدينا من «أبو قمر» وهو وادي شرق عطبرة، وقد بدأ فيه التنقيب اليدوي أهل «بربر» و«القمبرات» .. وجدنا اكثر من «5» آلاف مواطن هناك.. من داخل وخارج السودان.. لم نجد شيئاً.. توجهنا إلى «سوح» أخرى.. في النجيم والعانج وحتى كيلو «01» ومحطة نمرة «6» في الشمالية.. الخلا مليان ناس ومافي خوف من شى والناس متعاونة مع بعض.. ولا انفلات يذكر.. «2» التنقيب في بداياته قبل ان يستعين الباحثون عن الثراء بأجهزة كشف المعادن «جي بي أكس» «14500» و«تكنس» و«أبو كدر» وهي اجهزة تعمل بالبحث الكهرومغنطيسي تصدر جرس إنذار عندما تكتشف معدناً في باطن الأرض.. كان التنقيب ذا مخاطر إذ أن المواطنين يقومون بحفر آبار عميقة تصل إلى «02» متراً داخل الارض بتعرجات وانحرافات .. وحدث ان انهارت العديد من الآبار على من عليها وزهقت أرواحهم.. مصدر طبي مأذون بمدينة عطبرة قال ان ضحايا الذهب الذين وصلت جثامينهم إلى «المشرحة» العام الماضي فاقت الـ «05» مواطناً وأسباب الوفاة من جراء انهيار الرمال الموجودة في اطراف الجبال.. يتعرضون للاختناق ومن ثم الموت.. غير الذين تنهار عليهم الآبار.. وفي الغالب يأتي برفقة «الجثامين» رفقاء الرحلة.. ويتكفل أحد الخيرين بحي «الداخلة» بعطبرة بتكاليف ستر الموتى كعمل خيري درج عليه في حالات «ستر جنائز الغرباء».. وأضاف المصدر الطبي بالولاية.. غير ذلك استقبلت حوادث المستشفى عشرات الحالات الحرجة من المواطنين الذين يتم اسعافهم لتعرضهم لنزلات معوية حادة في الخلاء جراء تأزم «الوضع الصحي والبيئي» ووصلت إلى المستشفى حالات من «حمى التايفويد» و«البلهارسيا»، ووصف الوضع الصحي والبيئي في مناطق التنقيب اليدوي بـ «الحرج»، غير ذلك استعمال «الزئبق» في تجميع الذهب بقرب مصادر المياه و«المطاعم الشعبية» والغبار المنبعث من «الطواحين» مما يترتب على ذلك أضرار صحية وخيمة. «3» ارتفعت أسعار العربات «تحديداً البكاسي واللواري» في الولاية إذ أصبحت هي الوسيلة الأمثل لشق الصحراء بأمان للبحث عن الذهب والثراء.. ونشط «سماسرة» جنوا من جراء ذلك اموالاً طائلة.. فيما انخفض سعر «الأجهزة» إلى «54» ألفاً وقد كانت بـ «09» ألفاً في بدء استخداماتها التنقيبية كبديل لتنقيب الآبار.. «الاجهزة» قللت من وفيات انهيار الآبار.. إذ تعمل على اكتشاف الذهب إلى عمق «07» سم أو يتجاوز قليلاً.. «سطحي»..
«4» الحياة في الخلاء.. يطول بالك فيها «الرفقة» وزملاء الرحلة.. الوقت ليس كله للتنقيب.. أحياناً يتسامرون تحت ظلهم المؤقت «خيمة» بلعب «الورق» أو لعب كرة القدم عصراً.. كترفيه يباعد بينك و«زهج الخلاء».. العمل يقوم على نظام الورديات إذ كل «كلة» أو «مجموعة» تتناوب في التنقيب طوال «42» ساعة.. المنطقة التي يوجد فيها ذهب يسمونها «فتوح» يلاحقونها بـ «البكاسي» ليظفروا بشئ.. البحث غالباً يكون في مجاري السيل القديمة وسفوح الجبال.. سوق الصاغة في «أبو حمد» ينتظر ما يجنيه مغامرو الصحراء.. أبرزهم «الدسوقي» و«مرتضى السيد».. رغماً عن الذهب الوفير والمال الأوفر في السوق التقليدي إلا أن «الأمن» مستتب تماماً.. الأسعار تبدأ من «87» للجرام وتصل في ذروتها إلى «48» جنيهاً.. حراك مالي ضخم ان اضفنا إليه خدمات المطاعم ورواج السوق.. يعتبر مراقبون ان المتداول يصل إلى «4» مليارات يومياً في سوقي أبو حمد .. والعبيدية.. إذ صارتا في ذهب بعد «قحط» استطال. «5» الاستاذة «ن. م» العاملة في سلك التعليم بنهر النيل، في القرى المجاورة لمناطق التنقيب ألمحت إلى ان هناك «تسرباً» من طلاب المدارس متعلقين بآمال الثراء تماماً كالكبار.. بعضهم اتجه إلى «الخلاء» وآخرون يذهبون بعد انتهاء اليوم الدراسي بـ «عجلاتهم» إلى مخلفات التنقيب «الكرتة» للظفر بجرامات تفى بمصاريف المدرسة، «الجرام بـ «80» جنيها. سألت حسن محمد الأمين «64» عاماً عن «طلاب» البحث عن الثراء.. قال ان الفئات العمرية لكثير من الموجودين في الخلاء» سن مدارس.. حتى ان بعض طلاب الجامعات «جمدوا» العام الدراسي وأخذوا ينقبون عن الذهب ولسان حالهم يقول «العلم ممحوق». والذهب «ملحوق»، وأضاف غير ذلك ان الاعداد الغفيرة للمواطنين في الخلاء «إلا ناس الانتخابات يجوهم هنا».. وأردف ان الموجودين الأوائل في المناطق التنقيبية طوفت عليهم «لجان الانتخابات» وقامت بتسجيل أسمائهم حتى لا يفقدوا فرصة «التصويت» ولكن وين مع «صوت» الاجهزة التي تبيض ذهباً هذي!! وعاد ليقارن بين تجربته في الأغتراب بالخارج وأغترابه الصحراوي الآن في خلاء المعقل وجبل الرجل ونصب الحصان وقبقبة، بأن مغتربين كثر تركوا الخليج وجو الخلاء.. ودخلك في الاسبوع لا يقل عن «900» جنيه تاني تمشي وين، وأضاف أولاد «مسئولين» جو هنا يبحثون عن الثراء في مجاهل الصحراء. الموضوع الأصلي : «حمى الذهب» بنهر النيل.. قصص وحكاوي المصدر : منتدى الدويم