لم يكن بخلد الاسرة الصغيرة ان صباح ذلك اليوم سيكون مزعجاً وهم يتأهبون لادخال بعض التعديلات والعمليات التجميلية لمنزل الاسرة بحي الثورة مربع «21» بمدينة بورتسودان.
- القدر احكم خيوطه ليسفر فصول القدر التي ستدرك منها الحكمة بل والعظة والعبرة من خلال السطور عندما ارسلت الوالدة سمية علي كرار ابنتها الصغيرة هديل محسن خضر لتجلب لها بعض المسامير من اقرب مغلق لادوات البناء. وفي طريق العودة كانت الطفلة هديل ذات الثماني سنوات تلهو بالمسامير في لعب طفولي حتى ابتلعت احد المسامير الذي احدث لها حشرجة «ابو الشهيق» بصورة متواصلة في القصبة الهوائية وانزعجت الاسرة وتم نقلها الى مستشفى الموانيء البحرية ومنها إلى قسم الحوادث بمستشفى بورتسودان.
الوالد محسن خضر لم يكن له من حيلة ليوقف شهيق فلذة كبده غير أن يعطيها كمية من الموز.
مرة على الطفلة اليوم الاول والثاني وحتى الثالث وهي صابرة وتقرأ «آية الكرسي» بصورة متواصلة. بعد ظهور صورة الاشعة التي بينت موقع المسمار الصلب الذي استقر على الصدر اتت نصيحة الطبيب بنقلها الى الخرطوم وقد كان.
ومن الاشياء المدهشة طول تلك الايام ان الطفلة هديل لم تكن تشعر بشيء غير ضيق النفس ولم يكن هنالك اثر لنزيف كما بينت صورة الاشعة.
في الخرطوم تقرر اجراء عملية دقيقة لها لاخراج المسمار الصلب لكن نسبة الفشل كانت «59%» ولم يكن من خيار غير اجرائها وفي اليوم الموعود تم اجراء كل الفحوصات والتجهيزات وقبل اجراء العملية بساعة فقط اصابت الفتاة بكحة متواصلة حتى اشفقت والديها وادمعت العيون وفجأة ما بين مكذب ومصدق واثناء قحة شديدة خرج المسمار الصلب وادركت العناية الالهية الطفلة هديل