ود أب زهانة وغلاء المعيشة في السودان

10/03/2010

ود أب زهانة وغلاء المعيشة في السودان

إنقضى يوم ود أب زهانة الأول بخيره وشره وتمنى أن تكون مقبل الأيام خير مما مضى. وفي صبيحة اليوم التالي تطوع لخدمة أهله بأن يقوم بالتبضع لهم وطلب من أحد أبنائه أن يرافقه ليقود السيارة فقد عزم على أن يكون شيخاً وله سائق في فترة إجازته ما دام ثلاثة من أبنائه الذكور موجودون وكل واحد منه له رخصة قيادة سارية المفعول.
خرجت بهما السيارة من داخل المنزل وود أب زهانة معتمر عمامته وفي محفظته خمسمائة جنيه، وهذا المبلغ يعتبر مرتب موظف محترم عن شهركامل، فقد عزم ود أب زهانة على ملأ السيارة بكل إحتياجات المنزل لمدة أسبوع ، فهو يتوقع أن يزوره عدد كبير من الأهل والأصدقاء ، ولابد أن يكون البيت على إستعداد لخدمة الزوار بكل أصناف الطعام والشراب.
وما أن تحركت السيارة حتى أفاده إبنه بأن السيارة تحتاج الى وقود ، وعرجا الى أقرب محطة وقود لتعبئة خزان السيارة . كاد ود أب زهانة أن يقفز من على مقعده عندما سمع أبنه يقول لعامل المحطة أن يصب وقود بخمسين جنيه. يالطيف ، خمسون جنيه يعني مئة ريال سعودي وهذا المبلغ كاف لملأ خزان سيارته في المملكة تقريباً أربعة مرات ، بمعنى آخر ما يكفي سيارته لمدة شهر. يا عالم هل السودان بلد بترولي ؟!!
عندما وصلا الى سوق الخضار واللحوم بدأ ود أب زهانة بمسح للأسعار من خلال طرح الأسئلة على الباعة من غير أن يشتري شيئاً وهذا في عرفه تسمى إستراتيجية معرفة السوق وعدم شراء سلعة بأكثر من السعر الذي يشترى به كل الناس . أتعرفون لماذا ؟ لأن الباعة في السودان أصبحوا يحكمون على المشتري من ملابسه ونوع سيارته ، فإذا كانت ملابسك نظيفة وسيارتك جديدة فهذا يعتبر أحد أمرين ، إما أن تكون مغترباً ، هذا يسهل إبتزازه لعدم معرفته للسوق ، وإما أن يكون أحد حرامية العهد الجديد والذين لا يبالون بالسعر ويهتمون فقط بالشوفونية. كيلو اللحم البقري يتراوح بين 12 الي 14 جنيه وكيلو الضأن من 16 الي 18 جنيه و وكيلو الدجاج من 11 الي 14 جنيه . كيلو الطماطم من 5 الي 8 جنيه ودستة المنقة من 20 الي 25 جنيه ،. أما الخبز ، فإن الأسرة الصغير تحتاج الى خبز بخمسة جنيهات في اليوم . لا تنسوا يا أخوان أن السودان من المفترض أن يكون سلة غذاء العالم.
قبل سنوات مضيت كان هناك مشكلة كبيرة في المطاعم ، ويذكر ود أب زهانة الذنقة التى مر بها عندما دعى إثنين من أصدقائه السعوديين لمرافقته الى السودان فقد كان يجد مشكلة كبيرة في أيجاد مطاعم نظيفة تقدم وجبات معقولة خاصة وأن أسرته لم تكن في السودان في ذلك الوقت حتى يمكنه أن يعتمد على طبيخ أم العيال. فظل يجر ضيفيه من فندق الى آخر حتى كاد أن يبيع بعض مقتنياته للحصول على نقد لأن السودان وقتها لا يعرف التعامل من خلال ال (كردت كارد) فقد ظل كرت الفيزا الخاص به قابع في محفظته طول الوقت لا يعرف كيف يستخدمه ، تلك أيام خلت. الآن البلد مليانة مطاعم من كل صنف وأسعار بس نقول يالطيف. ذكر لي أحد المعارف أن أسرة مكونة من أب وزوجة وبنتين وأبن ذهبوا بمناسبة عيد ميلاد أحدى البنتين للمطعم اللبناني بشارع المطار لتناول وجبة عشاء وكانت الفاتورة في نهاية الجلسة والتي أعتقد بأنها قد أصابتهم بعسر الهضم بمبلغ 600 جنيه.
بمناسبة أضرب أي مبلغ مذكور أعلاه في الرقم 2 للحصول على المقابل بالريال السعودي لزوم المقارنة.
يا سادة يا مغتربين تقولوا لي عايزين ترجعوا السودان !!! يبقى قابلوني ......

الموضوع الأصلي : ود أب زهانة وغلاء المعيشة في السودان المصدر : منتدى الدويم

محجوب عفيفي; توقيع العضو