مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك
و تدخل منتدى ملتقى ابناء الدويم معنا. إن لم يكن لديك حساب
بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتدى الدويم
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك
و تدخل منتدى ملتقى ابناء الدويم معنا. إن لم يكن لديك حساب
بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتدى الدويم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى اجتماعي ثقافي
الدخول
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى لمنتدى الدويم يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا ، أما إذا كنت أحد أعضاءنا الكرام فتفضل بتسجيل الدخول بالضغط هنا . لو رغبت بقراءة المواضيع و لإطلاع فقط فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
موضوع: الشاعر الفذ محمد عبد الحي الثلاثاء مارس 16, 2010 3:20 pm
أكرمني دهري بمعرفة عدد كبير من أعمدة الثقافة العربية الحديثة، التقيتهم بمناسبات مختلفة، و في أماكن مختلفة، و كان لهم دائماً أطيب الأثر في نفسي التي كانت تغنى بلقائهم لأنه كان بحق راحة لهذه النفس، مثلما كان متعة سامية للعقل، و طمأنينة تتوق إليها الروح القلقة الحائرة. وربما كان من أبرز من لقيتهم من الشعراء المتميزين، والباحثين المتألقين، الدكتور محمد عبد الحي، الشاعر السوداني المرموق، والناقد المقارن المتألق، الذي أبدع في مجالي الشعر والنقد وسما إلى درجة يغبطه عليها الشعراء والنقاد في آن معاً. فقد ترك لنا من شعره، وهو المقل بأي مقياس حكمت عليه، خمسة دواوين قصيرة، هي العودة إلى سنّار، ومعلقة الإشارات، والسمندل يغني، وحديقة الورد الأخيرة، وزمن العنف (جمعت بعد وفاته في كتاب الأعمال الشعرية الكاملة الذي صدر عن مركز الدراسات السودانية في القاهرة عام 1999)، وترك لنا من مؤلفاته في النقد المقارن كتاباً بالإنكليزية (استند فيه إلى أطروحته لدرجة الدكتوراة التي أنجزها، في جامعة أكسفورد عام 1973، بإشراف الدكتور محمد مصطفى بدوي، مترجم ريتشاردز وشكسبير وستيفن سبندر وجورج سانتيانا وجورج واطسون وغيرهم إلى العربية، و دارس كولريدج و الشعر العربي الحديث والمسرح العربي، وهو الأستاذ نفسه الذي أشرف على أطروحتي أيضاً) هو: "التراث و التأثير الإنكليزي و الأمريكي في الشعر العربي الرومنتي" ظهر عام 1982، وآخر بالعربية ظهر قبل ذلك بسنوات هو " الأسطورة الإغريقية في الشعر العربي المعاصر: 1900-1950" (دار النهضة العربية، القاهرة 1977)، فضلاً عن عدد من البحوث و الدراسات المقارنة التي ظهرت في عدد من الدوريات العربية (مثل مواقف، والمعرفة، وغيرهما) و التي تنتظر جمعها في كتاب يفيد منه القراء العرب الذين لا يحبّون العودة إلى الدوريات حتى عندما يُعدَّون بحوثهم الجامعية. و لعل ترجمة كتابه إلى العربية التي قامت بها زوجه الأستاذة عائشة موسى أستاذة الترجمة في جامعة الملك سعود بالرياض تجد طريقها إلى النشر، وإلى القراء العرب، في طبعة تليق بالجهد الذي بذل في التأليف و الترجمة معاً، ويكون ذلك من باب الوفاء للرجل الذي غادرنا إلى جوار ربه في الشهر الثامن من عام 1989، و خسرت بذلك الثقافة العربية الحديثة واحداً من أبرز المجيدين المتقنين لعملهم و قليل من هم كذلك في أيامنا هذه. والحقيقة أنه كلما عرض لي ذكر الدكتور محمد عبد الحي ـ و أنا غالباً ما أعود إلى كتابيه ومقالاته ـ كلما أردت التحقق من مسألة تتصل بموضوع المؤثرات الأنكلو-أمريكية في الشعر العربي الحديث؛ وإلى أعماله الشعرية الكاملة كلما أردت استعادة صفاء الروح و النفس معاً، تذكرت سؤالاً كان يلقاني به بعد ودّه و حفاوته: "ماذا تقرأ ياعبد النبي هذه الأيام؟"، فقد كان محمد عبد الحي قارئاً نهماً، و كنت، ولاأزال، أرى في الكتاب خير جليس، وكنا كثيراً ما نتبادل الرأي فيما نقرأ، وكنا معاً نسعد بكل ما نختلف فيه مثلما كنا نبتهج بما نتفق عليه. وعندما كنا نلتقي، بعد عودة لي من دمشق، كان يشفع سؤاله بسؤال آخر هو: "ماذا يقرأ الناس في دمشق هذه الأيام؟". ومما لايزال عالقاً في ذاكرتي جوابي له عام 1981 الذي أثار استغرابه و استتبع بالتالي أسئلة أخرى كلها ذات شجون. فأما جوابي فكان :"إنّهم لا يقرؤون لأنّهم لا يملكون الوقت الكافي للقراءة". و أما أسئلته التي حفزها استغرابه فقد تتابعت: "ولكن ماذا يفعلون بوقتهم إن لم يكونوا يقرؤون فيه؟"، و كان جوابي: " إنهم مشغولون بالكتابة"، هو مااستدعى بالتالي سؤالاً آخر، بل أسئلة أخرى، غدت ملحة بالنسبة لعبد الحي الذي حار في صنيع الناس الذي لم يألفه ولا يقرّه بحال من الأحوال، " ولكن كيف يمكن أن يكتب المرء أي شيء إن لم يكن قد قرأ ما يكفي قبل ذلك؟ "، و " هل ثمة كتابة من أي نوع لا تسبقها قراءة من نوع ما؟ "، و"هل ثمة أصلاً كتابة تستحق القراءة مالم تكن تستند إلى قراءة تمتد سنوات بل العمر كله أحياناً؟". و بمقدار استغرابنا انشغال الناس بالكتابة، كان عمق تساؤلنا عن انشغالهم بها عن القراءة، ولاسيما أن كلينا كان ينفق جلّ وقته في القراءة بوصفها تحضيراً ضرورياً لكتابة رسالته-في حالتي أنا، أو لكتابة أبحاثه-في حالة محمد عبد الحي الذي كان سبقني إلى نيل درجة الدكتوراه-وكانت علاقة القراءة بالكتابة أوثق ما تكون بالنسبة لكلينا، ولاسيما أننا كما نتطلع إليها، ونراها، ثمرة ناضجة طيبة الأكل لهذه القراءة. بل إننا لم نكن لنتخيل في يوم أن تكون العلاقة بينهما علاقة انفصام. ذلك أنّ ما نقرؤه هو ما يحدّد في نهاية المطاف ما نكتبه ، و الإضافة المعرفيّة لا تكون إلا بعد استغراق كل ماكتب من قبل بالقراءة المدققة المتفحصة الواعية الناقدة. و لكن يبدو أن لبعض كتّاب هذه الأيام رأياً آخر، يستندون فيه إلى وهم نظري لا يترددون في الإفصاح عنه بجرأة يحسدون عليها. وخلاصة هذا الوهم هو أنهم يريدون، فيما يبدو لهم، أن يأتوا بـ "جديد" في الموضوع الذي يرغبون في معالجته، وأن السبيل الأمثل لبلوغ هدفهم هذا هو تجنب التأثر بآراء من سبقهم إلى الكتابة فيه، وهذا لايكون إلا بالإعراض عنه. وعندما يواجه هؤلاء بما يبدّد وهمهم هذا، ويفتح أعينهم على ما هم فيه من كسل فكري وجسمي، تراهم يحارون في استجابتهم في البداية، ثم يلوذون بعد ذلك بالصمت. فمن يزعم أنه، بحجة رغبته في مباشرة موضوعه بنظرة بكر، يُعرض عمن سبقه إلى تدبّر موضوعه ، ينسى أنه ربما يكتشف بعد فوات الأوان، وبعد أن بذل ما بذل من جهد وطاقة ووقت ومال، أنه قد سبق إلى هذا الجديد وأنه لم يأت إلا بالمعاد المكرور. والمشكلة في بعض المكابرين من هذا الصنف العجيب من الكتّاب أنهم، عندما يواجهون عاقبة إهمالهم لما تقدم من جهود غيرهم، يقسمون بأغلظ الأيمان أنهم لم يقرؤوا من سبقهم إلى ما وصلوا إليه من " جديد " مزعوم، أو أنه كان غير ميسور لهم بسبب فقر المكتبات التي يستعينون بها، وهي أعذار تتجاوز في قبحها ما اقترفوه من ذنوب ينبغي للكاتب عامة، والباحث خاصة، أن يربأ بنفسه عنها. إن التقدم المعرفي في أي حقل أو أي موضوع لا يتم إلا من خلال الإضافة إلى ما أنجزه الآخرون، أما الاكتفاء بالمعاد المكرور، فإنه لن يقود إلا إلى تأخر مزمن نعاني منه في مختلف وجوه حياتنا الثقافية والعلمية، وهو تأخر سيفضي بنا إلى هوّة عميقة من الجهل، تعمينا عن حقيقة، واضحة وضوح الشمس، أن الآخرين في تقدم مستمر، وأننا في سبات عميق نحلم فيه بالفوز الذي وعدنا به الرصافي عندما قال: ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوّم. (الفجر- او نار موسي)
"من ديوان -حديقة الورد الاخيرة"
زرافة النار ترعي النعنع القمري بين الجبال،وديك الفجر مشغول يقتات بالانجم السكري فتفضحه صهباؤها اشرقت في ريشه الذهبي وخلفه صاحب الحانوت يطرده في كفه سيفه في الافق مسلول مخضب بدم العنقود يذبحه في حانه الابدي بين الظلام وبين النور مغلول
وانت عند تجلي السكر مقتول
صحراؤك احترقت ليلا عنادلها في نار موسي التي شبت اوائلها في حلمك البشري
موضوع: رد: الشاعر الفذ محمد عبد الحي الثلاثاء مارس 16, 2010 3:30 pm
هذا منقول عن د عبد النبي ذلكم الناقد الرايع وفيه بعض من الاضافه من شخصي الضعيف وبعد ان كنا نتحدث شخصي والاستاذ الشاعر سيف الدين بابكر وكانت الندوه في دار في دار للثقافه ايام زمان وكانت بعنوان العوده الي سنار والله ايام يا زمان وكان الحديث زجلا عن د.محمد عبد الحي والذي التقيته وزرته في داره له الرحمه وحسن الثواب ولي عوده الموضوع الأصلي : الشاعر الفذ محمد عبد الحي المصدر : منتدى الدويم