كوستي

15/09/2009

تعتبر كوستي واحدة من أشهر المدن في السودان وقد تأسست المدينة التي تعتبر حديثة النشأة في زمن الحكم التركي للسودان وتعود تسميتها بهذا الاسم إلى رحالة أوروبي.
مقدمة
تقع مدينة كوستى بجمهورية السودان على الضفة الغربية على النيل الأبيض (خط عرض 12-37وخط طول ا3_54) على بعد 270 كيلومترا جنوب الخرطوم. تعتبر مدينة كوستى من المدن الجديدة إذ بدأت تأخذ سمات المدن بعد سنة 1909م / 10 19م عندما امتد إليها خط السكة الحديد وبناء كبرى كوستى القديم . هذا الحدث الهام جعل من كوستى مركزا تجاريا وإداريا جذب إليها السكان من مختلف البقاع . في عام 1938 انشىء الميناء النهري وبذلك صارت كوستى ملتقى طرت برية ونهرية وكنتيجة لهذا التطور ازداد عد0الكان بالهجرة الوافدة اليها .

تحتل مدينة كوستى جزءا كبيرا من السهل الفيضى للنيل الأبيض ولهذا فان المنطقة حول المدينة أرض منبسطة عدا القليل من التلال (القوز) الرملية وارتفاع الأرض عبارة عن أمتار قليلة فوق مستوى الفيضان (حوالي 371 مترا فوق سطح البحر ) وفد أثرت طبغرافية المنطقة على تصريف المياه والمجارى داخل المدينة . . ففى بعض المناطق نجد أن الانحدار من النيل الأبيض لا يتعدى1 / 3000. اما من الناحية الشمالية الغربية للمدينة فنجد القيزان الرملية التي ترتفع بعض الامتار فوق سطح السهل الفيضى . ان معظم مدينة كوستى قد بنيت فوق تربة طينية قليلة التسرب شديدة التشقق في فترة الجفاف وهذا بالطبع يؤثر سلبيا علي المبانى فينتج التشقق وتغمر مياه الأمطار أجزاء واسعة من المدينة مما يصعب معه التحرك الا بواسطة الطرق المسفلتة .

ان المناخ الساثد عبارة عن مناخ حار جاف عموما حيث تصل اعلي درجة للحرارة بين 42مثوية في ابريل و33 مثوية في اغسطس وادنى درجة للحرارة بين 24 درجة في مايو و15 درجة مثوية في يناير. اما الرياح المؤثرة علي مناخ .المنطقة فتأتى من الشمال الشرقى من شهر أكتوبر الي مايو ثم تتحول الي رياح جنوبية غربية بقية شهور السنة وفي هذه الفترة تهطل الأمطار. الرطوبة النسبية تتآثر أيضا باختلاف الفصول . ففي فترة الجفاف نجد الرطوبة النسبية حوالي 32% وترتفع الي 63% في فترة الأمطار.

يمثل النيل الأبيض أهم المعالم الطبغرافية في مدينة كوستى . ففى هذه .المنطقة يصل انسياب المياه الي 83 مليون متر مكعب في اليوم مع اختلاف بسيط في كمية الانساب بين ارتفاع وانحسار النيل الأبيض وهذا يعزى الي التحكم في مياه النيل الأبيض في منابعه في المناطق الاستوائية .

النيل الأبيض عند كوستى واسع وقليل الانحدار مع وجود بعض المستنقعات والحشاثش المائية الطافية . فان عرض النهر في موقع المدينة حوالي 900_ 1000 متر ويزيد في بعض المنحنيات ليصل الي 1800متروفي موقع الكبرى القديم يصل عرض النهر الي 450مترا .

[عدل] تطور المدينة
يعود سبب تسمية المدينة بهذا الاسم للاوروبي كوستينوس الذي يعتقد انه يوناني وقد قدم هذا لاوروبي إلى المدينة وسكن بها وكان يشتري اللبن من العرب المقيمين هناك الذين يقيمون في قرية الكرو التي أصبحت حاليا من احياء المدينة وقد كانت المدينة صغيرة وقد تغير موقعها بعد انشاء خزان جبل الاولياء في العام 1924الذي ادى إلى ان تغمر المياه المدينة القديمة مما اضطر السكان إلى النزوح إلى مناطق أكثر ارتفاعا وسمو المنطقة الجديدة بالحلة الجديدة التي هي الآن من الاحياء العريقة في المدينة .لم تاخذ المدينة سمات المدن الحديثة إلى بعد ان وصل اليها خط السكة حديد في العام 1909الذي جعل من المدينة نقطة تلاقي والمنفذ الوحيد الذي يربط بين العاصمة و وسط السودان بالاجزاء الجنوبية والغربية من السودان فكوستي هي عاصمة الاقليم الجنوبي في سكك حديد السودانSRومنها يمتد الخط الحديدي إلى واو في الجنوب ونيالا في اقليم دارفور اقصى غرب السودان هذا الوضع ادى إلى زيادة سكان المدينة بصورة مضطردة خاصة بعد انشاء الميناء النهري بها وذلك عام 1938ثم انشاء كبري كوستي الجديد والطريق البري الذي يمتد حتى مدينة الأبيض وقد ساهم في تطور المدينة أيضا انشاء المصانع مثل محلج القطن الذي كان يأتي عبر السكة الحديد من مشروع الجزيرة ومصنع لحوم كوستي ومصنع الاسماك بالإضافة إلى مصانع الزيوت والحلويات و قد أصبحت المنطقة التي تسمى بالمنطقة الصناعية وقد اثرت هذه الحركة الصناعية على المدينة من حيث الانتعاش الاقتصادي وزيادة عدد السكان فقد كان العمال الذين يأتون من مناطق أخرى سرعان ما يستقرون في المدينة بل ويكونون احياء جديدة مثل حي السكة حديد و قشلاق الجيش وقشلاق الشرطة وغيرها.

[عدل] كوستي في تاريخ السودان
مدينة كوستي لها دور كبير في تاريخ السودان القديم والحديث فقربها من منطقة الجزيرة أبا حيث انطلقت شرارة الثورة المهدية ثم مر عبرها الامام المهدي بعد هجرته إلى جبال النوبة وقد تأثرت المدينة بالمهدية وبالحركة الانصارية تاثرت كبيرا فيما بعد حيث يعتبر الأنصار من الطوائف الكبيرة في المدينة وقد جاء معظمهم من قرى جنوب المدينة التي تعتبر من مناطق نغوذ طائفة الأنصار وحزب الامة القومي .وقد اشتهرت المدينة أيضا بحادثة عنبر جودة التي حدثت أثناء حكم الزعيم إسماعيل الازهري وقد مات في هذا العنبر عشرات من مزارعي مشاريع النيل الابيض بسبب الاهمال وسوء المعاملة وهذه الحادثة كانت سبب في موجة من النقد للنظام الديمقراطي الحاكم آنذاك وهي تعرف في التاريخ السوداني المعاصر بأحداث عنبر جودة وجودة هي إحدى القرى القريبة من كوستي.وكذلك كانت كوستي على موعد مع كارثة تاريخية أخرى وهي أحداث الجزيرة أبا حيث قتل الديكتاتور جعغر نميري الالاف من سكان الجزيرة أبا بعد تمرد الامام الهادي في 1969وقد قصفت الجزيرة بالطائرات المصرية بقيادة قائد سلاح الجو المصري حينها حسني مبارك رئيس مصر الحالي.

[عدل] أشهر الشخصيات والمعالم
يعتبر حي الرديف بكوستي من أقدم الاحياء في المدينة واشهرها على الإطلاق وقد ارتبطت المدينة به فيقال كوستي الرديف وحي الرديف هو الحي الذي انشأته الحكومة الاستعمارية لمتقاعدي قوة دفاع السودان واسم الرديف من الاختصار الانجليزيRDFوهي اختصار لroyal defence force قوة الدفاع الملكية وقد اشتهر حي الرديف بالخمور البلدية الجيدة الصنع و هي العرقي والمريسة وغيرها من المشروبات الروحية المحلية.ثم من احياء المدينة أيضا حي النصر أكبر احياء المدينة وقد اسس بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الاولى ومن أقدم المنازل في هذا الحي بيت الضابط سلام الذي كان في الجيش قوة دغاع السودان وهو ما يعرف حاليا ب حوش سلام ومن احياء المدينة أيضا حي السكة حديد وهو حي قديم وهو لسكن عمال السكة حديد واسرهم وكذلك حي المرابيع وحي الحلة الجديدة وقرية أبو شريف التي أصبحت من احياء المدينة وحي السرايات وهو مجموعة من المنازل من طابقين-ارضي واول-كان يسكن فيها كبار المسؤولين في الحكم الثنائي هذه هي الاحياء القديمة ولكن الآن المدينة متسعة وبها العديد من الاحياء الجديدة.ومن المعالم في المدينة المسجد العتيق الذي اسس عام 1925وهو مبني من الحجارة وتحفة معمارية رائعة وكذلك من المعالم مباني السكة حديد و منازل حي السكة حديد القباب -القطاطي- وكذلك الميناء النهري و استاد مدينة كوستي و السرايات .من أشهر أبناء المدينة الاديب والمثقف نصر الدين شلقامي شلقامي الذي الف كتاب بعنوان كوستي القصة والتاريخ الذي يعتبر مرجع أساسي في تاريخ المدينة ومنهم الاديب خالد المبارك ولاعب الكرة الشهير الزاكي المسمى زيكو الكبير وعدد من التجار امثال الخير علي خير وابنه حامد علي خير وأحمد كوكو وأحمد عبد القادر الشهيرين بالأحمدين وهم من رجال الاعمال الخيرية الشهيرة في كوستي وكذلك رجل البر والاحسان التجاني محمد خير وغيرهم.[b]

الموضوع الأصلي : كوستي المصدر : منتدى الدويم

مدثر; توقيع العضو

15/09/2009

منقول من حيفة الراي العام

?? لم يكن يدري ذلك الخواجة الذي يسمى كوستي بابيس أن قطعة الأرض التي اشتراها من حماد ود أم دودو في العام 1900م سيكون ميلاد مدينة كاملة يخلد فيها اسمه الأعجمي الى الأبد، هكذا قالها الاستاذ نصرالدين شلقامي في كتابه «كوستي.. القصة والتاريخ».. منذ ذلك التاريخ أصبحت كوستي مدينة تنمو وتزدهر الى أن صارت درة النيل الأبيض ومحط أنظار التجار، وهي تربط الشمال والجنوب.. فأخذت المدينة ملامح الحداثة.. قطار يحط رحاله ويغادر منها، وميناء تتسابق فيه البواخر وسوق لا يهدأ.. ومدارس أبوابها مفتوحة لكل من يطرقها.. وأحياء وبنايات فاخرة.. وطرق وصرف صحي وغيرها.. ولكن ما الذي حدث للمدينة التي توقف نموها وصارت تلتقط أنفاسها بصعوبة؟ فالخدمات فيها تساقطت الواحدة تلو الأخرى وما بقى منها يترنح في عجز دون أن يثير شفقة المسؤولين وهم يتبادلون كرسي القيادة فيها!!.
«الرأي العام» زارت مدينة كوستي وفتحت ملف الخدمات المهملة.
---------------------------------------------------------------------------------------
اللية.. مدخل المدينة
السماء كانت تختبيء تحت غيوم المطر حيناً ثم تظهر وكأنها تداعب زوار المدينة التي بدأت ملامحها في الوضوح بعد أن عبرنا الكوبري في سرعة قبل ان نمتع أنظارنا بالبواخر الراسية على ضفة النيل.
بلغت بنا العربة منطقة «اللية» عند مدخل مدينة كوستي بناياتها المتراصة في شكل عشوائي التي احتمت بها أكياس النايلون قد تتراءى من بعيد كأنها مكب نفايات وليست سكناً يمتع نظر الزائرين للمدينة أو العابرين فيغدو عنواناً لها.
تجاوزنا منطقة «اللية» ببضع أمتار فكانت العربة تشق الطريق الأسفلتي في حذر خوفاً من حفره وترابه الذي علا أسفلت الطريق.. على الرغم من ان الشوارع بدت نظيفة نوعاً ما إلا أن الأوساخ لا تزال تأخذ تجمعات في بعض الأحياء وميادينها كالتي توجد في ميدان «الخدمات» فهي تؤكد الحالة المزرية التي وصلت اليها المدينة قبل محاولة تجفيفها من أكياس النايلون.
دخلنا السوق الشعبي وتجولنا في ارجائه بصعوبة، فالأكشاك الصغيرة مصطفة على خط السكة الحديد فخلقت نوعاً من الزحام.. باعة جائلون في كل اتجاه ومركبات عامة في مكان ضيق فأصبح السوق الشعبي فوضى من صنع المحلية.
اتجهنا خلف الأكشاك ووجدنا مصرفاً صغيراً تقف أمامه عربة نفايات المدينة وهي عبارة عن قاطرة مكشوفة يجرها «وابور» معنى ذلك الى حين قطع المسافة للوصول لمكب النفايات تكون أكياس النايلون المحظورة وغيرها انطلقت في الهواء وعادت الى الشارع.
التقينا بالمواطن «هشام محمد علي» حدثنا عن المجرى الصغير الذي تقف أمامه ناقلة النفايات، فقال إن هذا المصرف يعد من أقدم المصارف في مدينة كوستي فهو من زمن الإنجليز ويقسم المدينة الى نصفين، كما أنه من أفضل المصارف حتى الآن، وقال كانت هنالك محاولات لرصف الخور وتغطيته إلا أنه ظل مكشوفاً فصار خط تنصيف المدينة عبارة عن شريط من القاذورات بكل أنواعها الآدمية وغير الآدمية.
عند هطول الأمطار تتحول ميادين كوستي وشوارعها الى برك فيتوالد الناموس وينتشر وعندما تضيق به مدينة كوستي يهاجر الى مدن وقرى الولاية الواسعة، بهذا تكون مدينة كوستي هي المنتج الحقيقي للبعوض.. حاولنا أن نقضي الليلة تحت رحمة الناموس الذي لا يفرق بين الزائر والمواطن حتى انقشع نور الصباح وهدأ البعوض دون أن يهدأ الجلد من آثار «الهرش».
قصة وتاريخ
كوستي قصة وتاريخ وصورة واضحة الألوان فمن الذي طمس معالم الصورة الجميلة؟
الاستاذ نصر الدين شلقامي احد أبناء المنطقة الذين بحثنا معه قصة المدينة عبر ذلك السؤال الذي طرحناه، فقال: المسمار الأول في نعش المدينة هو نقل عاصمة الولاية الى مدينة ربك.. فكوستي كانت تحمل كل مقومات المدينة الحديثة فقد كانت مؤهلة لأن تكون عاصمة السودان جغرافياً واقتصادياً.. ولكن الحكومات المتعاقبة على الولاية أهملت مدينة كوستي وأهملت بنيتها التحتية التي كانت موجودة فهجرها العديد من أبنائها.
كما أن للريف تأثيره على المدينة عندما أصبح أهل الريف هم سكانها فريفوها وضرب اقتصادها بعد أن كانوا يمدون مدينة كوستي بالمنتجات الزراعية فأصبحت الأسواق خاوية تستورد ولا تستقبل كما كانت عليه في عهود سابقة عندما كانت زريبة كوستي للمحاصيل الزراعية أغنى زريبة في السودان، وكذلك أيضاً الثروة الحيوانية فأصحاب المراعي صاروا تجاراً في أسواق كوستي.
يقول شلقامي إن محاولة جعل ربك عاصمة الولاية فاشلة وهي لا ترتقي الى مستوى عاصمة ولا كوستي بقيت المدينة التي كانت.
ما زلنا داخل مدينة كوستي نتجول بين أحيائها العريقة والحديثة التكوين الأخيرة تم إنشاؤها في أماكن زراعية مما أدى الى حدوث كوارثها المتلاحقة في فصل الخريف، هذا الى جانب عجز الخدمات عن الوصول اليها.
أكثر من شارع «عارٍ» يشق أحياء كوستي وهو عبارة عن ردميات ترابية تسير فيه المركبات العامة، وأن الأسفلت الموجود فيها عبارة عن قطع متناثرة هنا وهناك.. كل شيء في مدينة كوستي ينتظر التأهيل منذ زمن الإنجليز والدليل على ذلك الشوارع التي لم تطلها يد الصيانة وكأنما أريد لها البقاء كتذكار بالعهود الماضية «زمن الإنجليز».
المدير التنفيذي
الشمس توسطت السماء.. ونحن نقلب صفحات المدينة الماضي فيها والحاضر ونبحث عن الملامح الضائعة ودفترنا به ألف سؤال وسؤال حتى أدركنا مباني محلية كوستي وجلسنا الى الدكتور صلاح محمد إبراهيم الخبير في الاقتصاد والتنمية والمدير التنفيذي لمحلية كوستي وعلى طاولته كان النقاش الذي بدأناه عن الخريف في المدينة ولماذا يكون التجوال صعباً في شوارعها؟ فقال: إن مشكلة المدينة أرضها لا توجد بها منحدرات وهي عبارة عن حفر وأن المجاري الموجودة فيها لا تصرف بنسبة «100%» وقد يكون بنسبة «70%».
? وماذا عن المصرف الرئيسي ولماذا هو مكشوف؟
- قال إن المصرف يعمل بصورة جيدة وأن الغطاء أزيل منه بفعل الزمن، والمحلية تعمل على تنظيفه سنوياً، أما بقية المصارف فتعمل بدون مواصفات هندسية.
? أكثر الأماكن عُرضة لمشكلات الخريف هي الأحياء الجديدة.. لماذا؟
- نعم هنالك بعض الأحياء تم تخطيطها في أماكن منخفضة مثل الرابعة والعائدين وجزء من المربعات الجديدة و«الإنقاذ» و«كادقلي» ومن الصعوبة ان تصرف مياه الأمطار بسهولة، اضافة الى أن المباني بها لا تقاوم الظروف المناخية، كما أن المدينة تمددت وشملت أكثر من «100» حي في مد وجزر أصبحت كوستي تترهل عشوائياً.
? بعد الخريف تكون البيئة رديئة والناموس ينهش الأجساد.. أين المحلية؟
- قال إن المحلية تعمل للقضاء على الناموس بقدر طاقتها المحدودة بتوزيع الناموسيات وأن ما تم من مكافحة قلل من خطورة الوضع، فكوستي كانت الموزع الرئيسي للبعوض في الولاية.
? النفايات تتجمع وتتفرغ في شوارع كوستي؟
- قال إن مشروع النفايات كان موكولاً لشركات محلية لكنها فشلت في احتواء قاذورات المدينة خاصة بعد اتساعها، وهي تمثل «42%» من ثقل الولاية فهي أكبر المحليات من الناحيتين السكانية والجغرافية ولكن نحن نفذنا مشروع النظافة بصورة جيدة منها منع تداول الأكياس.
? منعتم الأكياس وأنتم تنقلون النفايات بعربة مكشوفة!! كيف؟
- لا ننكر أن عربة النفايات غير متطورة، وهي عبارة عن وابور بجرارات كاشفة، فإمكانية المحلية شحيحة لجلب عربات ضاغطة لنقل النفايات.
المياه.. لون وطعم
قبل ان نغادر المدير التنفيذي وضعنا أمامه السؤال الذي كان هو جوهر حديثنا عن خدمات المدينة وهو: المياه في كوستي معدومة في أحياء وشحيحة في بعضها ولها لون وطعم إن جادت بها الصنابير.. لماذا؟
ولكن فيما يبدو أن السؤال كان معضلة حقيقية، فاعتذر بلباقة وطلب منا ان نطرق أبواب أهل الشأن معلقاً بعبارة «موية كوستي كلها مشاكل» مما دفعنا للبحث عن المشاكل والغموض الذي يكتنف مياه المدينة!!
وبعد بحث مضنٍ استطعنا أن نكشف بعض المعلومات من أحد المصادر بعد أن طلب حجب اسمه خاصة بعد قرار وزير التخطيط العمراني بعدم الإفراج عن أية معلومة إلا بالرجوع إليه! أكثر من مصدر مقرب اتفق على المعلومات التي تحصلنا عليها.. فإلى ما كشفناه:
توجد في مدينة كوستي محطتان للمياه من أقدم المحطات، واحدة أنشئت العام 1968، والثانية في العام 2000م، ولكنها غير كافية فهي أنشئت دون مراعاة للنمو السكاني وأن شبكة المدينة فاقدة للصلاحية لأن المواسير المستخدمة فيها هي «الاسبستوس» و«الحديد» وهذه عالمياً غير مناسبة لشبكات المياه لتسببها في أمراض السرطان، كما أن العمل الذي يجري لتطوير الشبكة ليس بالحجم المطلوب لأنه لا يغطي المدينة كلها اضافة لبطء تنفيذ الشركة المنفذة ومشاكل الإشراف للمهندسين المشرفين على العمل مما يؤدي للتعطيل.
? المياه في كوستي لونها ترابي، فهل هي من النيل الى الماسورة أم ماذا؟
- يقول المصدر إن محطة المياه في كوستي موجودة مع منحنى النيل مما جعل كل العوالق الآتية من الجنوب «شوائب» تكون في إتجاه طلمبات ضخ المياه الخام، وهذا ما يساعد في إغلاق الرداخات، إضافة لوجود الموقع بالقرب من النقل النهري مما أدى الى تراكم الزيوت والشحوم وكل المخلفات من حركة البواخر النيلية، ليس هذا فحسب فالموقع يجاور السلخانة، ومخزن المبيدات القديم الذي يقع جنوب محطة المياه، ففي فصل الخريف تجرف الأمطار كل مخلفات السلخانة والمبيدات الموجودة على الأرض ناحية الموقع ولم تستطع الجهات المسؤولة إزالتها خاصة بعد تعرض الأشخاص الذين حاولوا ذلك لتأثيرات جانبية، على بُعد «10» أمتار توجد كميات من المبيدات ولكن تمت معالجتها في وقت متأخر بردم المنطقة، كل هذه العوامل ساعدت على أن تكون محطة المياه في مدينة كوستي عرضة للتلوث.
وفي فترة انحسار النيل يكون من الصعوبة سحب المياه، هذا الى جانب عدم كفاية المحطة في ضخ الكمية المطلوبة، ويقول المصدر إن كل مشاريع التنمية أهملت محطة مياه كوستي، فانصب الاهتمام على تنمية مناطق ينتمي اليها المسؤولون في الولاية.
مرافق المياه في السودان عامة تعاني من مشكلات، ولكن مشكلة مياه كوستي تتفرد عن مثيلاتها ويندر وجودها في أية واحدة، فمحطة المياه في كوستي تتوقف نتيجة لنفاد الرصيد للكهرباء في عداد الدفع المقدم، المحطة تفتقر لأهم المعينات للصيانة والتشغيل من توفير الاسبيرات ومواد معالجة معملية ومعدات تنقية مما أثر في جودة المياه، فالشب والكلور غير متوافرين.
مشكلة إدارية
أكثر من عامين والهيئة بدون مجلس إدارة وبالتالي فقدت الهيئة فقرة أساسية من السلسلة الإدارية لهيئة الولاية وهي من أكبر مصادر الخلل، فالاداريون في حالة من عدم الاستقرار.. ففي شهر واحد يكون هنالك أكثر من ثلاثة مديرين، والسبب إما ان يكون المدير العام لا يرغب فيه أو يكون من نوعية الأشخاص الذين لا يمررون ما يطلب منهم.
خلل مالي
افتقار الشخص المناسب في المكان المناسب جعل مشكلة كوستي حالة استثنائىة تحتاج الى شخص استثنائي، فأكبر خلل مالي في تاريخ الهيئة هو التعاقد مع شركة تحصيل «....» هذه الشركة تقول المصادر ليست لها مقومات فهي تعمل بامكانيات الهيئة وتأخذ «15%» من جملة الإيرادات، وقد كانت الشركة تعمل بدون عقد عمل لمدة عام، وأن ما حدث هو أن تم التعاقد مع الشركة لمدة ثلاثة أشهر تحت التجربة، وبعد المدة كونت لجنة لتقييم أداء الشركة واللجنة رفعت تقريرها ولم يكن في صالح الشركة، لكنها ظلت تمارس عملها.
ديوان المراجع العام أرسل خطاباً بصورة منه للمدير العام للهيئة، وآخر للوالي طالبهم فيه باسترداد المبالغ المتحصلة دون وجه حق ولتدارك الخطأ قامت الهيئة بتجديد العقد معها وهي الآن تمارس عملها من مكاتب الهيئة وتستغل عرباتها.
استفهامات عائمة
بعد كل السرد الذي تم من كشف للمعلومات عن الهيئة أتت إشادة للوالي بأن مياه النيل الأبيض أفضل مياه في السودان.
كيف وعشرات الأسئلة والاستفهامات لا تزال عائمة في مياه بحر أبيض ومؤسسته التي بلغ مديرها سن المعاش وقضى أيضاً فترة التمديد، وهو لا يزال على كرسي الإدارة بأي حق؟ وأين الهيكل التنظيمي للهيئة وخطابات الترقيات لا تزال في أدراج المسؤولين!! والمعاشيون يبحثون عن حقوقهم، تلك الأسئلة وغيرها حاولنا أن نضعها أمام طاولة الوزير والمدير المتهم بتشفير الهيئة، ولكن دون جدوى إذ فشلت كل محاولات الإتصال بهم!!

الموضوع الأصلي : كوستي المصدر : منتدى الدويم

مدثر; توقيع العضو

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

انضم الي مدونتي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]