مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك
و تدخل منتدى ملتقى ابناء الدويم معنا. إن لم يكن لديك حساب
بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتدى الدويم
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك
و تدخل منتدى ملتقى ابناء الدويم معنا. إن لم يكن لديك حساب
بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتدى الدويم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى اجتماعي ثقافي
الدخول
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى لمنتدى الدويم يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا ، أما إذا كنت أحد أعضاءنا الكرام فتفضل بتسجيل الدخول بالضغط هنا . لو رغبت بقراءة المواضيع و لإطلاع فقط فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
موضوع: انفصال الجنوب حياة او موت الإثنين سبتمبر 27, 2010 4:20 pm
شك أن هناك فرقًا في درجة الأهمية بين التعرض لمسألة تتعلق بـ "الحرب والسلام" وأخرى تخص "الحياة والموت". إذ أن الحالة الثانية أخطر من الأولى بكل المعايير والمقاييس.
وإذا كان ما يحدث على الحدود الشرقية لدولة كبيرة. كمًّا وكيفًا كمصر مسألة أمن قومي فإن ما يحدث وراء الحدود الجنوبية لها مسألة أمن قومي كذلك، وإن كانت بكل تأكيد أهم وأخطر لا لشيء إلا أن ما يجري في السودان الشقيق سيؤثر على مياه نهر النيل لا محالة، ولذلك فهي مسألة "حياة أو موت" فعلاً دون أدنى مبالغة.
والآن وقد أقر البرلمان السوداني ما يسمى بقانون "الاستفتاء" لم يعد يفصلنا عن عملية التصويت التي ستحدد مصير جنوب السودان سوى عام واحد تقريبًا، فمن المقرر أن تتم هذه العملية في يناير عام 2011، وهو ما يعني بوضوح وتحديد شديدين أننا قد نجد أنفسنا بعد عام واحد مضطرين للتعامل مع سودانيين، وليس "سودان واحد" كما هو الحال الآن، ومن ثم يتحتم علينا أن نتساءل قبل فوات الأوان عن النتائج المترتبة على ذلك، وكيف سنتعامل معها بحيث لا تشكل علينا خطرًا من أي نوع.
قد يرى البعض أن هذا الكلام مبالغ فيه، ويزعم أن قيام دولة جديدة في حوض النيل لن يكون له هذا التأثير الذي أشرنا إليه. كما قد يرى البعض أن هذه مسألة داخلية لدولة أخرى، حتى لو كانت هذه الدولة هي السودان. ويجب علينا كمصريين عدم التدخل في هذه المسألة، وإلا أعطينا الآخرين التدخل في شئوننا الداخلية، وهذا حقهم، ولكن المؤكد بشهادة كافة تصرفات دول العالم، كبيرة أو صغيرة، أن مثل هذه المقولات التي قد تكون صحيحة في ذاتها لم تعد عاملة هذه الأيام بالمرة. خاصة إذا تم التدخل بموافقة كافة الأطراف التي تربطها بمصر علاقات متينة تسمح لها بأن تلعب دورًا ما من أجل الحفاظ على وحدة السودان أو حتى من أجل الحفاظ على مصالحنا إذا أصرت هذه الأطراف أو بعضها على التقسيم - لا قدر الله.
وإذا كان قانون الاستفتاء الذي تم إقراره من البرلمان السوداني يشترط أن يحظى مقترح الآنفصال بموافقة 50%«1 من أهالي الجنوب، وأن يزيد عدد المشاركين في الاستفتاء على 60% ممن لهم حق التصويت. وطالما كان الآنفصال يمثل خطرًا علينا، فلا أقل من أن تستخدم مصر علاقاتها المتينة والقوية والودية للتأثير على أكبر قطاع ممكن من الشعب السوداني الشقيق في الجنوب حتى يصوتوا لصالح الوحدة لا الآنفصال. والمؤكد أن لمصر في قلوب السودانيين الشيء الكثير الذي يمكن البناء عليه، خاصة أن التدخل لحل الخلافات بين الأشقاء في أي مكان يعتبر تدخلاً مشروعًا، وبالأخص إذا تم بالحوار والإقناع وبموافقة جميع الأطراف المعنية.
ويعزز هذا التصور ويقويه أن دولاً كثيرة وأطرافًا عديدة قد تدخلت فعلاً- ولا تزال- في السودان بكل الأشكال والدرجات المشروعة وغير المشروعة، وإن كان معظم هذه التدخلات يصب حتى الآن في اتجاه الآنفصال لا الوحدة، فلماذا لا تتدخل مصر بكل ثقلها وبشكل مشروع في الموضوع حفاظًا على مصالحها ومصالح دولة السودان ذاتها وشعبها في الشمال والجنوب معًا؟!
ويساعد على ذلك أن مسألة الآنفصال بين الشمال والجنوب قد تؤدي إلى اندلاع اشتباكات وربما حروب أخرى بين الطرفين، وكلأهما يعرف هذا، ومن ثم يمكن إذا تم التركيز على هذه الحيثية وحدها أن يقتنع القطاع الأكبر من الجنوبيين بخطورة التصويت لصالح الآنفصال، طالما أنه لن يحل كافة الخلافات بين الشمال والجنوب، بل ربما يزيدها، خاصة أن دواعي ذلك كثيرة، وأولها عدم ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب بشكل نهائي، وبالأخص أن كثيرًا من آبار واحتياطيات النفط تقع في هذه المنطقة. كما أن هناك الآلاف من الجنوبيين ولدوا أو يعيشون في الشمال والعكس بالعكس، وهو الأمر الذي قد يجعلهم عوامل اتحاد لا انفصال في حالة حشدهم وإقناعهم بمغبة الآنفصال ومميزات الوحدة، وبالأخص طالما يوافق الشماليون على إعادة التوزيع العادل للسلطة والثروة.
خلاصة القول: إن الزمن لم يفت بعد، وإن عوامل دعم الاتحاد أكثر من العوامل التي تصب في اتجاه الآنفصال، ولكن المطلوب أن يتم التركيز على الاستفادة من الأولى وتقليص تأثير الثانية. والمؤكد أن مصر حكومة وشعبًا قادرة على توظيف كل ذلك لمصلحة البلدين معًا، وذلك من خلال قوتها الناعمة المميزة والملموسة في السودان.