زكريات مبعثرة في الدويم

حينما أكون قادماً من مدينة الخرطوم وأقترب رويداً رويداً فإنني أشم رائحة الدويم ويخالجني حنين وشعور خفي وشوق عارم لهذه المدينة الحبيبة إلى نفسي وتستحضرني تلك الذكريات الجميلة التي قضيت فصولها بين جنباتها.. وأتذكر طفولتي ، ولعب كرة القدم في ساحة الحي الثامن مع أقراني ياسر المجاهد (ياسر دودة) ودفع الله علم الهدى وبدوي إسماعيل المتعافي وكثير من الأخوة الذين لا يسع المجال لذكرهم.. وذكريات سنوات الدراسة في بخت الرضا ومدرسة الدويم الريفية، وأذكر بعضاً من زملاء الدراسة المقربين ومنهم:
جمال إبراهيم برير، ومأمون مصطفى سعران، وهشام سيف الدولة، ومرتضى يعقوب، وفيصل كوري، ومجدي خليل، ومنتصر بكري، وعلي أحمد علي فراج. وهنا أتشاءل.. أين ذهب كل هؤلاء الأخوة؟؟ فقد فرقت بيننا سبل الحياة ودروبها المتفرعة. وسلك كل منا طريقاً سعياً وراء هدفه.. فهل من لقاء آخر أيها الأخوة...

أعتذر وبشدة لمن لم أذكر اسمه، ولكن وجودهم دائماً وأبداً في الخاطر. وأسأل أين الأخ الكريم معتز السر فضل الله وإبراهيم أبو الدبل ومهند الرشيد ونجومي جبر الدار وجيمع الأخوة في نهر السوباط والدندر ونمر ودقنة؟؟؟!! وأين أساتذتنا الأفاضل الأجلاء؟؟ أين أستاذ المتوفق محمد السماني وعبد الرحيم أحمد فضيل ومحمد عثمان أحمد عبد الرحيم وكمال جمعة.. وأخص بالذكر الأستاذ الصديق إبراهيم المرير.

يا لها من ذكريات في ترابك الحبيب يا دويم..

بنتفارق
بجمر البين
وقت ريق الكلام ينشف
ونتعانق عناق نيلين
ونجعل للتلاقي هدف

يا حليل أيامي الفي الدويم.. ويا حليل الباجور والينطون والبحر واللبخة والكورة والدورات المدرسية وأكل السمك في معطم عمنا عبد القادر موسى والكوارع عند كحلي والطيب عوض ريد والليمون أبو زبدة في توتو كورة وباسطة حمودي وفول صلاح كشة والونسة والغلاط بعد العشاء، وناس أبو جابرة وشندي فوق والثورة والتخديرة وميدان أبو قرشين.. وأتذكر تلك النكات التي كنا نطلقها لبعض مثل "بكاء في الحي الثامن ولا عرس في الثورة".

خواطر وإن جاءت مبعثرة.. فإنها لسان صدق عن حال شوقي.. لكم العتبى أخوتي الكرام..
ولنا لقاء آخر [b]